“أسبوع التعليم الدولي 2022” بقلم السفيرة ألينا رومانوسكي

التعليم الدولي: تجاوز الحدود والاستعداد للمستقبل
مقال افتتاحي بقلم
السفيرة ألينا رومانوسكي
تحتفل الولايات المتحدة هذا الأسبوع بأسبوع التعليم الدولي حول العالم. في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، نسلط الضوء على مدى أهمية التعليم الدولي في مشاركة الأفكار والمعرفة عبر آلاف الأميال، فضلاً عن بناء مجتمعات مُبتكرة وحديثة، وإيجاد الحلول للتحديات العالمية، وتعزيز التفاهم المتبادل بين مختلف الثقافات والأشخاص. من خلال القيام بذلك، يمكننا أن ندعم العقول المزدهرة التي تتبنى فكرة بناء مجتمعات أكثر سلامًا وإنصافاً في عالمنا المترابط اليوم.
نحن في بعثة الولايات المتحدة في العراق نريد أن نُشيد بعملنا المستمر في قطاع التعليم في العراق وندعو حكومة رئيس الوزراء السوداني الجديدة إلى تعزيز تعاوننا التعليمي وبرامج التبادل. الولايات المتحدة والعراق لديهما العديد من الأهداف المشتركة في مجال التعليم من أجل بناء مجتمع مُتعلم وجيل من الشباب يكون جاهزاً لحل المشاكلات وبناء عالم ينعم بالسلام والازدهار والاستقرار.
التعليم هو المفتاح لبناء العراق الجديد، ونريد من شركائنا أن يساعدوا في إعداد الشباب العراقي ليصبحوا القادة الذين سيخلقون ويحافظون على الديمقراطية القوية والاقتصاد المتين. تدعم الولايات المتحدة العديد من البرامج التعليمية، بما في ذلك بعض البرامج المُخصصة للفئات الأقل حظاً، وذلك بهدف منح الشباب العراقي المهارات اللازمة التي يحتاجونها ليصبحوا قادرين على المنافسة في سوق العمل في عصرنا هذا.
تُعد اللغة الإنجليزية في القرن الحادي والعشرين أمراً في غاية الأهمية للحصول على الوظيفة وسهولة الوصول إلى المعلومة، ولهذا كانت السفارة الأمريكية حاضرةً لتمويل برامج متخصصة لمساعدة الشباب العراقي على تعلم اللغة.
نقدم للطلبة العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً أساسيات تعلم اللغة الإنجليزية وفصولاً تعليمية من خلال برنامج المنح الصغيرة Access المُنتشر في 13 منطقة مختلفة في انحاء العراق. منذ انطلاق برنامج Access في عام 2011، قام أكثر من 2430 طالباً بتحسين مهاراتهم في اللغة الإنجليزية.
نستمر ايضاً برعاية برامج أخرى للشباب العراقي تجمع ما بين تعليم اللغة الإنجليزية والتدريب على مهارات العمل من خلال برنامج “Level Up” الذي يمنح الشابات العراقيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 25 عاماً تعلم مهارات الحاسوب واللغة، فضلاً عن برنامج “الاستثمار والتدريب في اللغة الإنجليزية لتحقيق النجاح الاقتصادي” (ELITES)” الذي يقوم بتدريب الشباب على كيفية التوظيف والتدريب على ريادة الأعمال، وقد قمنا للتو بتخريج 60 من رواد الأعمال العراقيين المستقبليين. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن شراكتنا للتعليم العالي مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برنامجاً تدريباً يمنح الشباب خبرة عملية لزيادة قابليتهم للتوظيف.
كما قدمت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخراً منحتين لمؤسسات في بغداد لدعم التعليم العالي على الطريقة الأمريكية في العراق. تلقت الجامعة الأمريكية في بغداد وجامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة منحة بقيمة 2.5 مليون دولار للعمل معًا على تصميم وإطلاق كلية التربية. كما تلقت كلية بغداد للأعمال منحة بقيمة 750 ألف دولار أمريكي لتوسيع برنامجها المتعلق بأسس الأعمال.
مثل هذه المبادرات تُساعد الشباب العراقي على بناء مستقبل أفضل ومختلف لأنفسهم، وتساعدهم على فهم اختلافاتنا وايضاً الأوجه العديدة التي يتشابه بها الناس في كل مكان. يمكنهم أيضاً فتح الأبواب أمام برامج التبادل بالسفارة الأمريكية.
احتفلنا بفخر هذا العام بمرور 75 عاماً على برنامج فولبرايت، وهو يعتبر واحد من أرقى برامج التبادل التعليمي الدولي في العالم. منذ عام 1952، ذهب ما يقرب من 800 عراقي إلى جامعات الولايات المتحدة من خلال برامج فولبرايت، بما في ذلك برنامج فولبرايت للطلاب، وبرنامج فولبرايت لمساعدي تدريس اللغة، وبرنامج فولبرايت للباحثين الزائرين.
كما أرسلنا أيضاً ما يقرب من 4000 شاب وشابة إلى الولايات المتحدة في برنامج القادة الشباب العراقيين وأرسلنا ايضاً عدد من خريجي الجامعات العراقية للمشاركة في برنامج زمالة همفري، وعدد أخر للمشاركة ببرنامج دراسة معاهد الولايات المتحدة، والعديد من البرامج الأخرى.
أصبح التعليم الدولي اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى. أزمة المناخ هي أكبر تحدٍ نواجهه عبر الحدود والمناطق. سيتطلب منا مواجهة هذا التحدي من خلال العمل معاً بطرق أعمق وأكثر إبداعاً واستغلال الفرص المتاحة أمامنا لبناء اقتصاد مستدام وشامل ودعم حقوق الإنسان.
عندما يأتي الطلاب والحاصلين على المنح الدراسية إلى الولايات المتحدة، وعندما يختار الطلاب الأمريكيون الدراسة في الخارج، فإننا بهذا نقوي الروابط بين الولايات المتحدة والدول الأخرى، وبين قادتنا الحاليين والمستقبليين في مجال الأعمال والأوساط الأكاديمية والخدمة العامة.
نحن فخورون بأن الولايات المتحدة لا تزال الوجهة الأولى في العالم للطلاب الدوليين الذين يسعون للحصول على تعليم عالي ذو جودة عالية. ومع ما يزيد عن 4000 مؤسسة معتمدة للتعليم العالي، فان الولايات المتحدة تُعتبر مكاناً مناسباً لكل الطلاب الأجانب. في العام الدراسي 2020-2021، استقبلت الكليات والجامعات الأمريكية أكثر من 914 ألف طالب من جميع أنحاء العالم.
نحن نتطلع إلى زيادة عدد العراقيين الذين يرغبون بالدراسة في الولايات المتحدة. بدأت اعداد الطلاب العراقيين في الجامعات الأمريكية بالأنخفاض والتي كانت قد وصلت في ذروتها الى 1901 طالباً للسنة الدراسية 2015-2016. وانخفضت الى 771 طالباً عراقياً فقط للسنة الدراسة 2020-2021. في حين يمكن إلقاء اللوم على جائحة كورونا، فإن قرار الحكومة العراقية إنهاء برنامج المنح الدراسية ايضاً هو سبب رئيسي لهذا الانخفاض، ونحن نريد تغيير ذلك.
خلال أسبوع التعليم الدولي هذا، وفي الوقت الذي بدأت به الحكومة العراقية الجديدة النظر في أولويات سياستها وميزانيتها، أشجع هؤلاء القادة الجدد على وضع ملف التعليم على سلم الأولويات القصوى والذي سيعود بالمنفعة على 70 بالمائة من سكان العراق الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً. وأحثهم على التفكير ملياً في تعزيز قطاع التعليم في العراق بما في ذلك اعادة إحياء برامج المنح الحكومية. في الماضي، قيل لي ان الحكومة كان ملتزمة بإرسال 2000 طالباً عراقياً إلى الولايات المتحدة في كل عام، آمل أن تعمل الحكومة الجديدة على تجديد هذا الالتزام، وإذا تم ذلك، فأنا أؤكد لكم بأن هؤلاء الطلبة سيكونوا موضع ترحيب كبير في الولايات المتحدة.
لمساعدة الطلاب والمعلمين المهتمين بمعرفة المزيد عن الفرص التعليمية في الولايات المتحدة، تستضيف سفارتنا في بغداد وقنصليتنا في أربيل اثنين من المسؤولين التربويين الإقليميين بوزارة الخارجية الأمريكية، حيث سيلتقون بمسؤولين من الحكومة العراقية وتدريسيين، والأهم من ذلك، سيلتقون ايضاً بالطلاب العراقيين.
يرجى متابعة حسابات السفارة على منصات التواصل الاجتماعي على Facebook و Twitter هذا الأسبوع وذلك لمعرفة أوقات تواجدهم في العراق. يتوفر ايضاً الكثير من المعلومات حول برامج التبادل الأمريكية التي تدعم التعليم في العراق على هذا الرابط: https://iq.usembassy.gov/education-culture/